بدرية الكسار (أبوظبي)

بلغ عدد المنتفعين من العلاج بركوب الخيل في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة 349 حالة منذ افتتاح المركز التابع لقطاع أصحاب الهمم بالمؤسسة عام 2014.
وقالت خلود عبد الرحيم مديرة إدارة مراكز أصحاب الهمم ومديرة إدارة مركز العلاج بالخيل بالمؤسسة: «يعد مركز خدمة العلاج بالخيل الأول على مستوى الشرق الأوسط، وهي طريقة استراتيجية للعلاج الطبيعي والوظيفي والنطق والعلاج اللغوي وتستخدم فيه حركة الحصان التي تشمل التكامل الحسي، والنمو العصبي ومهارات الإدراك الحسي الحركي».
وأضافت بأن المركز يعالج إصابات العمود الفقري والجلطات الدموية، وتلف غشاء الأعصاب ومشكلات الإدراك والشلل الدماغي. ويساعد في علاج فئات التخلف العقلي ومتلازمة داون والذين يعانون سوء التصرف الناجم عن شرود الذهن والإدمان، كما يعالج الضعف في السمع والكلام والرؤية وبعض المشكلات المتعلقة بالكسور العظمية.
وأشارت إلى أنه تم إنشاء وتشغيل مركز العلاج بركوب الخيل في عام 2014 وكان عدد المنتفعين 32 حالة، وفي عام 2015 بلغ عددهم 6 حالات، وفي 2016 بلغ 69 حالة، وفي عام 2017 بلغ عدد الحالات 86 حالة وخلال العام الحالي بلغ عدد المنتفعين 93 حالة 14 منها تم دمجها في المدارس الحكومية والخاصة.
وقالت مريم راشد الشامسي إداري المركز: «يقدم المركز خدمات العلاج الطبيعي بركوب الخيل، والعلاج الحسي بالتعامل مع الحيوانات الأليفة والنباتات، ورياضه ركوب الخيل».
وأوضحت أن فوائد ركوب الخيل النفسية والاجتماعية تتمثل في تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات والسيطرة على العواطف، بالإضافة إلى تطوير القدرة على الصبر وتحسين قدرات تقدير المخاطر، وتخفيض مستوى الضغط الإجهادي.

فريق العلاج
ويتكون فريق عمل العلاج بركوب الخيل من مجموعتين تعملان معاً بانسجام وتعاون دائم، وتهتم الأولى بالخيل كحيوان من حيث طعامه ونظافته وسياسته وعلاجه بيطرياً، وما إلى ذلك من أمور متعلقة بصحة الحصان وسلامته وترويضه ليكون مناسباً للعمل في علاج المنتفعين الذين تكون غالبيتهم من الأطفال ذوي الإعاقة، ويستخدم في هذا النوع من البرامج العلاجية أنواع محددة من الخيول المدربة بشكل مناسب، ويتكون أعضاء هذه المجموعة من: طبيب بيطري، وسائس الخيل، ومشرف الإسطبل، ومدربي الخيول، وعمال للإطعام والتنظيف.
أما مجموعة العمل الثانية فتهتم بعلاج المنتفعين بركوب الخيل، وتتكون من طبيب متخصص ومشرف العلاج بركوب الخيل ومعالجين طبيعي ووظيفي، وهم متمرسون في هذا النوع من العلاج، ويتركز عملهم في استخدام الخيل وحركتها كوسيلة علاج من خلال تدريب الشخص المعاق على الجلوس بوضعية معينة أو القيام بحركات خاصة.

آلية العمل
وقالت نينيت دوبيليسي المعالج المتخصص بالمركز أن آلية عمل العلاج، تشمل الخدمات العلاجية ويقصد بها تقديم خدمات العلاج المتخصص لحالات من الطلبة بهدف علاج مشكلات حركية أو غيرها لدى فئات من الطلبة بهدف تحسين مستوى أداء الوظائف الحركية وتحسين التوازن، وتتم وفق عدد من الإجراءات تبدأ بحصر حالات الطلبة المرشحين لتلقي الخدمة من قبل أخصائي العلاج الطبيعي وأخصائي العلاج الوظيفي في المركز الملتحق به الطالب، وذلك على شكل جدول بيانات عن الطالب وتاريخ ميلاده وفئة إعاقته وشدتها، والمشكلات الحركية أو مشكلات التوازن التي يعاني منها، ومن ثم يجري اعتماد الطبيب لقائمة المرشحين مع وضع ملاحظاته وتوصياته عن كل حالة.
وأضافت: «ويلي ذلك دراسة قائمة الطلبات من مشرف العلاج في مركز العلاج بركوب الخيل وفق نماذج خاصة بهذا النوع من العلاج، مع إجراء تقييم لحاجة الطالب للعلاج ومدى مناسبته له، ويجوز للمشرف طلب أي تفاصيل أو إيضاحات أو فحوصات إضافية لحالة الطالب».
وأشارت إلى أنه في المرحلة التالية يتم اعتماد القوائم النهائية من قبل مدير مركز العلاج بركوب الخيل وإبلاغ المركز الملتحق به الطالب بجدول الجلسات، ومن ثم تنظيم جدول الجلسات العلاجية بركوب الخيل وفق أعداد الطلبة واحتياجاتهم وعدد الخيول وطاقتها على العمل.
وأوضحت دوبيليسي أن خدمة رياضة ركوب الخيل تكون الأولوية في خدمات مركز العلاج بركوب الخيل للحالات العلاجية وفق خطوات مبرمجة تبدأ بترشيح معلمي الرياضة في مراكز الرعاية والتأهيل التابعة للمؤسسة للطلبة الذين يرون لديهم بوادر مناسبة وميولاً لممارسة رياضة ركوب الخيل، وذلك وفق قائمة يوضح فيها اسم الطالب وتاريخ ميلاده وفئة إعاقته وشدتها وأي مشكلات يعاني منها، لافتة إلى أنه عقب إقرار القائمة من قبل الطبيب، ودراستها من قبل مشرف العلاج في مركز العلاج بركوب الخيول، يتم تنظيم الجلسات حسب المتاح، ويعتمد الأمر كذلك على طاقة المركز من قبل مدربي رياضة ركوب الخيل، حيث يعتمد مدير مركز العلاج بركوب الخيل القوائم النهائية، ويتم إبلاغ المركز الملتحق به الطالب بجدول الحصص والتمارين.
وأشارت إلى أن الخدمات الترفيهية يقصد بها زيارة مركز العلاج بركوب الخيل لغايات التعامل مع الحيوانات الأليفة والأزهار والنباتات، أو مشاهدة الخيول وحركاتها، وتتم وفق آلية محددة وهي إرسال مدير مركز الرعاية التابعة للمؤسسة الراغب بالزيارة طلباً لمدير مركز العلاج بركوب الخيل، يطلب فيه زيارة المركز وعدد الطلبة المتوقع وأنواع إعاقتهم وعدد مرافقيهم، ووقت الزيارة المتوقع ومدتها، وذلك قبل يومي عمل على الأقل من موعد الزيارة، ويتبع ذلك دراسة مدير مركز العلاج بركوب الخيل للطلب بالتنسيق مع كادر المركز، ويتم ترتيب برنامج الزيارة وإبلاغ مدير المركز الطالب لها بالموعد وعدد الطلبة والعدد المطلوب من المرافقين ووقت وتاريخ الزيارة، وخلال الزيارة يلتزم الطلبة ومرافقوهم بتعليمات العاملين في مركز العلاج بركوب الخيل.

قصص نجاح
تعد الطالبة فاطمة المرزوقي أول مريضة تعالج بركوب الخيل منذ تفعيل الخدمة في مركز العلاج بالخيل في عام 2015، وكانت تعاني من «متلازمة جبرت» والمتمثل في تأخر في النمو وضمور في العضلات ونقص في الحركات الوظيفية والأعصاب، وكانت تجلس علي كرسي متحرك وبدأت المعالج بتخصيص جلستين كل أسبوع وكل جلسة تستغرق من 30 إلى 40 دقيقة، وبعد ذلك أصبحت تستطع الجلوس على الأرض ثم الوقوف ومع مرور الوقت أصبحت تستطيع المشي واستغرقت مدة العلاج عاماً ونصف العام.
وقالت والدة الطالبة فاطمة وليد المرزوقي: «منذ ولادة طفلتي فاطمة شعرت أنها غير طبيعية ونموها بطيء، وكانت حينها في عمر 6 أشهور وأخذناها إلى أكثر من مستشفى داخل الدولة، وخضعت إلى الفحوصات كافة وكانت نتائجها سليمة، لكن أحساسي كان غير ذلك، وواصلت التنقل بين المستشفيات الحكومية والخاصة وإجراء الفحوصات، وفي مستشفى توام طلب منا فحصاً جينياً وأخذ عينات من فاطمة ومني ووالدها وإرسالها إلى مختبرات في مستشفيات أميركية، وبعد 6 أشهر ظهرت النتيجة بأنها تعاني من «متلازمة جبرت».
وأضافت: «بدأنا بالعلاج الفيزيائي وعندما بلغت سن السادسة من عمرها قمنا بتسجيلها في مركز العلاج بالخيول بمؤسسة زايد للرعاية الإنسانية 2015، وكانت أول طالبة في المركز وبدأت بجلسات علاجية وهو العلاج الحسي بالتعرف علي الخيل ثم العلاج الوظيفي وارتداء الخوذة للصعود علي ظهر الخيل ومع العلاج استطاعت فاطمة اكتساب مهارة التوازن فأصبحت توازن حركتها في الوقوف وفي المشي وأصبحت قادرة علي المشي دون مساعدة شخص. وهي الآن في سن الثامنة من عمرها وتتميز بالذكاء وسرعة التقليد».
وقال والد الطفل خليفة فهد الحوسني: «لاحظنا أن طفلي خليفة ومنذ ولادته حركته غير طبيعية، وفي سن 8 أشهر راجعنا أكثر من مستشفى داخل وخارج الدولة، وقمنا بعمل الفحوصات اللازمة وشخصت حالته بأنه مرض جيني وراثي من الحالات النادرة في العالم ضمن 100 حالة فقط على مستوى العالم ويؤدي إلى ضعف عام في العضلات، وبالتالي ضعف الحركة والإدراك، والعلاج الحصول على زراعة نخاع العظم المطابقة له، وللأسف لم نحصل عليها من أفراد العائلة فجميعها مختلفة وغير مطابقة للحالة وأملنا بالله كبير في الحصول على العلاج».
وأضاف: عندما أصبح خليفة في سن الخامسة توجهت بالتقرير الطبي إلى مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة للعلاج الطبيعي، حيث تم تسجيله في المؤسّسة كطالب، وبدأ العلاج بركوب الخيل، وخُصصت له جلستان أسبوعياً لركوب الخيول، بالإضافة إلى خدمة العلاج الطبيعي، ولاحظنا أن خليفة بدأ يتفاعل مع حركة الخيل وهذا التفاعل يساعد على الحفاظ على الحالة وعدم تراجعها.